الغمامة السوداءالحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين . أما بعد
أبدأ بشرح حالتي ، فقبل أربع سنوات تقريبا في سنة 1998م كانت أختي تعاني من اكتئاب شديد ذهبت على أثره للمستشفى ولكن لم يفيدها بشئ وقررنا حينها بأن تذهب الى أحد المعالجين بالقرآن الكريم ويدعى ( الحداد ) وكنت معها في ذلك الوقت ، وبالرغم من أنني أعاني من ضيق شديد في الصدر مع ألم متواصل لم أشكو حالتي الى أي معالج قط ، كذلك انتفاخ ملحوظ في البطن ، فقد اكتفيت بمراجعة الأطباء الذين اكدوا بأن ليس لدي أي مرض وكل هذه الآلام عادية . وبإصرار من أختي بأن أقول ما أشكو منه لهذا المعالج بالقرآن الكريم ، وفعلا قرأ عليّ ثم أعطاني ماء وزيت مقروء عليه وقال لي بأن أدهن بطني يوميا من بعد صلاة العصر حتى المغرب بهذا الزيت مع قليل من الملح لمدة 21 يوم ، وأقرأ أثناء ذلك آية الكرسي والمعوذات 7 مرات ، وفعلت ما طلب مني ، وفي اليوم الحادي والعشرون وهو ثاني أيام رمضان على ما أظن إذ كان مقرر لي الذهاب الى العمرة مع أخوتي ولم تكن هناك أي فرصة حتى أتمم 21 يوم من هذا العلاج ، وعند خروجنا من المطار والذهاب في سيارة الأجرة وأثناء الطريق الكل في السيارة كان يستمع الى قراءة صلاة التراويح ، ومع أنني لم اكن منتبه الى القراءة جيدا فجأة شخصت عيناي وكأن روحي تريد أن تخرج ولم أعد أرى من هو أمامي ونطقت الشهادتين على عجلة وأنا أثناء ذلك أسمع أخوتي ينادونني ولكن لا أستطيع أن أرد عليهم حتى أنهم قاموا برش الماء على ولم استجب لهم ، حينها طلب أخي من سائق التاكسي بأن يتوقف ، فأخرجوني من السيارة الى منطقة البر وأنا مازلت أردد الشهادة وبعدها صحوت قليلا وذكرت ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) أكثر من مرة حتى أحسست بالغشاوة التي كانت على عيوني قد انجلت بالمرة وهذا الشئ لم يحدث لي في حياتي قط . بعدها اكملنا طريقنا الى أقرب مسجد حتى نصلي المغرب والعشاء ثم ذهبنا الى الحرم واعتمرنا ولم يحدث لي بعدها أي شئ وعدت الى الكويت وأخبرت هذا المعالج ما حدث لي هناك وقال لي بأنه شر وقد زال بإذن الله ولا داعي للخوف .
وبعد فترة أي في شهر أبريل سمعنا أن هناك أحد الرقاة الذين يعالجون بالقرآن الكريم قادم من المملكة العربية السعودية ، ويدعى ( منير عرب ) ومكانه في الفنطاس وأرادت أختي الذهاب له وقامت بأخذي مرافقة لها . وفي أول يوم قرأ فيه تأثرت بعض الشئ وقمت بالصراخ لا شعوريا ، مع أن أختي هي المتعبة لم تتأثر فقال لي المعالج بأن أحضر باليوم التالي ، وفي هذا اليوم زادت حالتي سوءا حتى أن أخوتي أخرجوني من مقر الرقية التابعة لهذا المعالج وأنا غير واعية لنفسي ولما يجري من حولي ، وكنت أتفوه بكلام غير مفهوم وكأنني في عالم آخر.
ولقد وصف لي هذا المعالج خلطة العسل بالأعشاب التي تسمى بالخلطة الخاصة التي تناولتها بالرغم عني ، وكنت في هذه الفترة أحس بأعياء شديد وآلام وهذيان متواصل في أول الأمر ثم أصبح يختفي بعض الشئ تدريجيا لدرجة أنه في البداية أدى هذا المرض الى تغيبي عن عملي لمدة 3 أسابيع متواصلة . ومع الوقت تكيفت مع مرضي هذا ووجدت لنفسي تفسير للأشياء التي كنت أحس بها في السابق من أحلام مزعجة وكوابيس تراودني يوميا لسنوات طويلة والأرق الذي كنت أعاني منه وعدم النوم وصداع جانبي من جهة اليسار وسقوط الشعر بدرجة كبيرة لم ينفع الطب في علاجه أو خلطات الزيوت والأعشاب التي كنت أضعها على شعري .
أيضا الغمامة السوداء التي كانت تصيب عيناي من فترة لأخرى ولا أعرف تشخيص لها مع دوار واكتئاب مستمر وبكاء وضحك من غير سبب والانفعال الشديد والعصبية لاتفه الأسباب وآلام الظهر المزمنة وآلام الدورة الشهرية التي تؤدي بي الى المستشفى لأخذ أبر مسكنه أو مغذي حتى أسيطر على هذا الألم . واستمريت على هذا الحال سنوات أعطاني خلالها المعالج ( منير عرب ) خلطة خاصة أكثر من مرة ، أحيانا تسوء حالتي أثناء الرقية وأحيانا أخرى تتحسن وبقيت على هذا المنوال ولم أذهب خلالها الى أي معالج آخر ، وذهبت الى الحج وبعدها الى العمرة تعبت خلالها بعض الشئ ، ثم عدت مرة أخرى الى الرقية وبقيت حالتي تتذبذب حتى أنني بدأت أكره نفسي وأفكاري أصبحت مشوشة وينتابني شعور بالاحباط وعدم الرغبة في الذهاب الى العمل أو الخروج من المنزل أو زيارة أقاربي ، ثم ذهبت بعد عدة أشهر أو سنة بالأحرى الى العمرة مرة أخرى وهذه المرة عندما اعتمرت كنت متعبة بعض الشئ وبعدها رجعت الى الكويت الى نفس دار الرقية واستمريت مع هذا المعالج اعطاني خلال هذه الفترة ( العجوة ) التي كانت لها تأثير عجيب سبحان الله ، وتناولتها باستمرار ثم ذهبت بعد أشهر مرة أخرى الى العمرة وتعبت هناك قليلا وقمت خلال هذه الفترة بالذهاب الى مكان الرقية الشرعية التابعة للمعالج ( منير عرب ) في المملكة في مدينة جدة ، وتعبت هناك ثم عدت الى المدينة النبوية ولم يحدث لي أي شئ بعدها ، ورجعت مرة أخرى الى الحرم المكي حتى نصلي هناك ، وبعد صلاة العشاء قمت بالطواف حول الكعبة رغبة مني وقبلت الحجر الأسود وبعدها أغمى عليّ عند الكعبة بجانب باب الملتزم ، ثم سحبني أخوتي وبمساعدة رجال الشرطة الى احدى زوايا الحرم وقام أخي برقيتي وكنت أهذي ولم أتجاوب معه إلا بعد مضى وقت من الليل ولخوف أخوتي عليّ وبمشورة بعض رجال الشرطة الذين أشاروا لأخي لأصطحابي لأحد الرقاة بالقرآن الكريم في منطقة مكة المكرمة ، وفي هذا الليل المتأخر ذهبنا إليه في بيته فقرأ عليّ بعض الآيات وتعبت قليلا وعندما صحوت قال لنا بأن الذي أشكو منه هو سحر بالتأكيد لأنه خاطب الجن المتلبس فيني ، وعرف منه أنه سحر بالتأكيد ، فقلت له حينها كيف عرفت بذلك فهذا كله رجم بالغيب ، وكيف تعرف بأنني صادقة ربما أكذب أو أن الجن يكذبون حتى أنه وصف لي خلطة وأمرني بأن أردد بعض الأدعية والآيات 100 مرة ولا إله إلا الله محمد رسول الله 100 مرة ، ولكننا لم نرتاح له فخرجنا من بيته وقلنا له سنفكر بالعلاج الذي سنأخذه منك غدا لأننا نريد الخروج من بيته في هذه الساعة المتأخرة من الليل دون الرجوع إليه بعدما سمعناه من كلام مشكوك فيه ولا يصدقه إنسان عاقل ومتعلم . وفي اليوم التالي رجعنا الى مكان الرقية الشرعية للمعالج بالقرآن الكريم ( منير عرب ) في جدة وبدأ القراءة الجماعية ، وهذه المرة تعبت تعبا شديدا أحسست خلالها بأن روحي سوف تزهق هذه المرة ولكن الله لطف بي سبحانه ثم عدت الى الكويت واستكملت فترة العلاج عند نفس هذا المعالج لمدة شهرين تعبت أثناء الشهر الأول قليلا ، ثم بدأت حالتي تتحسن كثيرا ولله الحمد ، حتى منَّ الله عليَّ بفضله وجوده بالشفاء التام بعد ثلاث سنوات ونصف متواصلة من الرقية .
ولقد كان لهذا المعالج بعد الله سبحانه وتعالى الفضل والسبب من أسباب الشفاء بإذنه تعالى وجزاه الله عني وعن المسلمين والمسلمات خير الجزاء وجعل ذلك في موازيين حسناته يوم القيامة ويدخله الله بإذنه وتعالى من أبواب الجنة الثمانية أيهما يشاء إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمدا وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين